حضر الدكتور أليساندرو كانتشان، وهو باحث مشارك في وحدة الدراسات القرآنية في المعهد، المؤتمر الأوربي السابع للدراسات الإيرانية الذي عقد في كراكوف في بولندا. قدم الدكتور كانتشان في عرضه، العمل التأويلي الرئيسي لسلطان علي شاه الجنابذي (توفي عام 1909 م) من بيداخت في خراسان، بعنوان ’تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة‘.قدم الدكتور كانتشان شرحاً بين فيه علاقة الكتاب بالتقاليد التأويلية الشيعية مركزاً على مبادئ الكتاب التأويلية ونمطه وأسلوبه. يعرف سلطان علي شاه الجنابذي بشكل واسع على أنه القائد الروحي لفرع غونابادي في طريقة نعمة الله الصوفية.
بحث الدكتور كانتشان، متعمقاً في كتاب ’التفسير‘، والذي يعد حالياً دراسة عنه، في بعض تراكيب سمات العمل مثل تعليقات ما قبل البويهيين، والتعليقات المستندة على ’الحديث‘، وبعض الصفات النموذجية ’للتفاسير‘ الصوفية الكلاسيكية. استُخدمت هذه الصفات ونقلت مع هذا العمل من قبل عدد من مفسري الإثني عشرية في وقت لاحق، ويبدو أنه قد وضع كتاب ’البيان‘ كنوع من جسر تأويلي بين المنهجية التأويلية الإمامية السابقة والمرحلة الحديثة من التأويل الشيعي.
تابع الدكتور كانتشان شرحه موضحاً أنه على الرغم من التأثير الملحوظ- سواء كان علنياً أو ظاهرياً- ’للتفسير‘ على التأويل القرآني الشيعي في المراحل اللاحقة، إلا أنه لا يزال يشار إلى كتاب ’البيان‘ ببعض التحفظ داخل دوائر التيار الشيعي الإثني عشري الظاهري الرئيسي، وغالباً لا ينظر له على أنه يقع ضمن الإطار الشيعي الأوسع. تناول الدكتور كانتشان هذا التحيز، ورأى أنه يرتكز على آليات دقيقة للإدراج والإستبعاد، والتي تشمل قضايا السلطة والعقيدة والشرعية، بدلاً من كونها علمية في جوهرها.
قام الدكتور كانتشان من خلال العرض الذي قدمه، أيضاً بتحليل بعض القضايا الرئيسية ذات الصلة بهذه الآليات في المذهب الشيعي المعاصر من خلال وجهة نظر طريقة غونابادي الصوفية، مركزاً على استكشاف الأسئلة التي نشأت عضوياً من هذا الموضوع، فمثلاً ما الذي يجعل ’التفسير‘ عملاً أكاديمياً شيعياً، وكيف نحدد هذا عندما يكون المؤلف الشيعي ’للتفسير‘ صوفياً أيضاً.
ناقش أيضاً استراتيجيات الإستبعاد والإدراج التي تقود السلطة الدينية، وكيفية تطبيق هذه الإستراتيجيات على ديناميكيات القرن التاسع عشر الشيعية-الصوفية بشكل عام، والصوفية الغونابادية على وجه الخصوص. وكانت النقطة الرئيسية التي أثارها هي كيف واجه الصوفيون مثل هذه الإستراتيجيات على المستويات الفكرية والإجتماعية.

صفحات ذات صلة على موقع معهد الدراسات الإسماعيلية:
أرشيف الأخبار: انضمام باحثين جدد لوحدة الدراسات القرآنية
محتوى مساهمة معهد الدراسات الإسماعيلية: الخطاب التأويلي حول كلمة الشيعة